عن المثليين وأحوالهم
بداية نقول بكل تأكيد انه لا يوجد في مصر قانون يجرم المثلية بانوا عها .. لكن
دولة مصر بعسسها في وزارة الداخلية و بهيئاتها النيابية والقضائية المختلفة
تقوم بتجريم و تأثيم المثليين المصريين طبقا لقانون رقم 68 لسنة 1951 فقد
أعلنت دولة مصر هذا القانون مجّرما بذلك جميع أشكال العمل في تجارة الجنس
التجاري في البلاد. في العام 1959 أصبحت مصر رسميًا عضواً في لاتفاقية
الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر واستغلال دعارة الغير بموجب القرار الجمهوري
رقم ( 844 ) وعلى هذا الأساس تم العمل على إصدار قانون جديد وهو القانون رقم
10 لسنة 1961 ولا يزال ذلك القانون بمواده الثمانية عشر القانون الرئيسي
لتجريم الجنس التجاري في مصر وسوريا ويختص ذلك القانون بقضايا الآداب
والفجور والدعارة. نطاق التجريم في القانونين لم يختلف كثيرا ورسميا يجرم
القانون رقم 10 لسنة 1961 (التحريض – المساعدة – التسهيل – الاستخدام –
الاستدراج – الإغواء – الإعلان – امتلاك منزل أو إدارته لأفعال البغاء – تأجير أو
تقديم منزل لأفعال البغاء – استغلال بغاء أنثى أو فجور ذكر - اعتياد ممارسة
الدعارة أو الفجور) – الإعلان عن الدعارة والفجور وجريمة الإخلال بالآداب
العامة وفقا للمادة 178 من قانون العقوبات
( المصر / الانترنيت ) الدليل القانوني لجرائم الاعتياد علي ممارسة الدعارة أو الفجور,
التحريض علي ممارسة الدعارة أو الفجور والإعلان عنهما, بالإضافة إلي جريمة الإخلال
بالآداب العامة..
وسأنشر هنا خبرا نشرته مدونة " المنصة " على مسؤوليتها منذ ايام قليلة أثناء تحضيري لكتابة مادة عن
المثليين.
"التعليم" تكلف المدارس بتحريض التلاميذ على "نبذ" المثليين
أحمد محمد
حصلت المنصة على خطاب رسمي صادر عن وزارة التربية والتعليم، موجه إلى عموم المديريات التعليمية في
المحافظات، يطالبها بضرورة التصدي لما أسمته "السلوكيات الشاذة والمنحرفة، وتحديدًا الترويج للمثلية الجنسية"،
وتحريض التلاميذ على "نبذ" المثليين.
وقال مصدر قيادي بالوزارة للمنصة، وهو مسؤول بقطاع التعليم الابتدائي، إن المقصود من المثلية التي تطرق إليها
الخطاب، مواجهة الأفلام الكرتونية التي يتم بثها على منصة ديزني، بعد تلميحها إلى إمكانية أن تبث في المنطق
العربية أفلامًا "تروج للمثلية الجنسية" حسب تعبيره.
يأتي ذلك عقب موجة انتقادات واجهتها شركة ديزني، بعد إعلانها تقديم محتوىً للأطفال يتضمن أنماطًا متنوعة من
العلاقات بينها المثلية، لتعزيز مبادئ التنوع.
وفي الوقت الذي تفاعلت فيه وزارة التربية والتعليم ضد المثلية الجنسية وإمكانية تعرض الطلاب لها في أفلام
الكرتون، فإن مناهجها تخلو من التوعية والتثقيف الجنسي للأطفال، أو سبل الدفاع عن أنفسهم والتعرف على
أجسادهم.
وجاء في نص الخطاب، إن "الوزارة لاحظت قيام بعض القنوات الفضائية بالترويج لسلوكيات شاذة منحرفة من خلال
برامجها ومسلسلاتها (الترويج للمثليين)، وهو ما لا يتفق مع القيم والأخلاقيات والسلوكيات السليمة التي يتمتع بها
المجتمع المصري، ولا يتفق أيضا مع تعاليم الأديان السماوية."
وشددت الوزارة في خطابها، على أن تقوم المدارس بتنفيذ حملات توعية للطلاب بالسلوكيات السليمة وحسن الخلق
2023 ، مع الطلاب بالقيم الدينية التي حثت عليها الأديان السماوية لمنع / اعتبارًا من العام الدراسي الجديد 2022
الانحرافات السلوكية.
( انتهى الاقتباس من المنصة )
وتعليقي على الخبر انه - إن كان صحيحا – فهو يشكلّ موقفا رسميا لدولة مصرفي أهم خصوصيات المصريين و
هو لم يحدث إلا في عهود الفاشية الغربية حيث قام النازي و الفاشية الايطالية باعتقال المثليين في معسكرات الاعتقال
.. وبالنسبة للتاريخ المعاصر في مصر من الموقف من المثليين أن نشير إلى "حادثة " كوين بووت وهي قضية
اشتهرت أيضا بعنوان قارب الملكة وسأشير هنا إلى مرجعي الأساسي و هو التقرير الذي نشرته منظمة هيومان
رايتس وتش الدولية في الانترنيت بثلاث لغات منها العربية.
وبعد الضغوط العالمية اضطر الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى إصدار عفو رئاسيا على المسجونين من المتهمين
في قضية كوين بووت !
www: human rigts watch من التقرير المنشور على الإنترنيت باللغة العربية للمركز العربي لهيومان رايتس ووتش ومصدره
مقتطفات من التقرير :
أجرت هيومان رايتس ووتش مقابلة مع الدكتور فخر الدين صالح، كبير أطباء الطب الشرعي ف ي
مصر ، ونائب كبير الأطباء الدكتور أيمن فودة، بشأن الفحوص المتعلقة بإثبات ممارسة الجن س
المثلي آو عدم ممارسته. وقال لنا "عندما تحتاج النيابة إلى التحقيق في قضية فجور، فنحن نوف ر
كشف طبي معروف على مستوى العالم وأكد الدكتور فخر الدين صالح أن "في هذه النوعية م ن
الفحص هناك ستة معايير وضعها الفرنسي المرموق "تاردييه]
كان أوجست آمبورز تاردييه ( 1818 1879 ) طبيبا شرعيا، ونشر كتابه "دراسة طبية شرعية
للإنتهاكات الأخلاقية" عام 1857 . وراج الكتاب رواجاً هائلاً، بفضل خليط من النبرة العلمية
والمواضيع الإباحية. ووضع الكتاب خطوطاً إرشادية من أجل التحقيق في ثلاثة جرائم: " الأفعال
الفاضحة في الطريق العام، والاغتصاب، وأخيرا "اللواط بالأطفال واللواط"، واستخدم الكتاب
المصطلحين على حد سواء للإشارة إلى الممارسة المثلية بين الراشدين من الذكور
كان "إعتياد اللواط" ميلاً داخلياً سريا.ً ولكن قدرة هذا الميل في إخفاء نفسه دفع تاردييه إلى البحث
عن العلامات التي تسهل التعرف عليه:، و"معرفة هذه العلامات ستمكِّن الطبيب، في الغالبية العظمى
من الحالات، من الإشارة إلى الممارسات التي تتعلق بالأخلاق العامة بدرجة عالية
وعندما يتذكر الأطباء اليوم معتقدات تاردييه حول آثار السلوك المثلي على ملامح البدن، يرونها على
أنها بلا قيمة طبية وتقول د. لورنا مارتن، أستاذة الطب الشرعي الجنائي بجامعة كيب تاون بجنوب
إفريقيا إن نظرية تاردييه "شيء عجيب … من مزبلة التاريخ". وأضافت أنه "لا يمكن أن نتعرف
على الاختراق المتكرر للشرج؛ والحالة الوحيدة التي قد يفيد فيها الكشف [على الشرج] هي حالة
الاختراق الحاد للشرج بالغصب، حيث قد تظهر بعض الإصابات".ولكن بعد مرور مائة وخمسين
عاما- تظل نظريات تاردييه موجودة بمصر، وتشكل الأساس لعملية اختراق جسدي وحشية تمارس
بشكل دوري.
وفي فحصها ( منظمة العفو الدولية ) لنحو مائة ملف لقضايا تعرّض المتهمون فيها للكشف الطبي
على الشرج، لم تجد" هيومان رايتس ووتش" سوى حالة واحدة حصلت فيها النيابة- في مصر - على
موافقة كتابية انتهى الاقتباس من الانترنيت
ويعطينا " القاموس الجنسي عند العرب " تأليف : علي عب الحليم حمزة /رياض الريس للنشر
/ سبتمبر 2002 شرحا دقيقا للأفعال الجنسية "
" لا يقتصر الجنس على الرفث بين الجنسين بل له أبعادا كثيرة تطول اللغة ، والإنسان ، والمكان ،
والزمان ، والمجتمع والحضارة
ولن ندخل هنا في جدل حول الموقف الديني للأديان الثلاث فلا يوجد أيضا نصا محددا في الشريعة الموسوية
اليهودية التي يقال أن لله سبحانه و تعالى كتبها بأصبعه في لوحي الشريعة " وهي الوصايا العشر الشهيرة أما في
المسيحية الخارجة من رحم اليهودية فلا يوجد في تعاليم المسيح شيئا عن الأفعال الجنسية المثلية أو غيرها بل على
العكس رفض المسيح رجم " الزانية مريم المجدلية " طبقا للشريعة الموسوية لكن توجد عبارة تقول أن المأبونين لا
يدخلون الجنة قالها واحد من تلاميذ المسيح ولم يقلها المسيح نفسه
بالتالي لا يعنينا هنا مناقشة المثلية دينيا لكن "مجتمعيا " لان تجريمها و تأثيمها ( مجتمعيا و قانويا ) تم ايقافه بشكل
قانوني في القوانين الجنائية الغربية في معظم دول العالم الغربي ( المسيحي تحديدا ) بل أن "كنيسة انجلترا " وهو
المذهب السائد في انجلترا أعلنت موافقتها على تعيين أساقفة ورجال دين " مثليين " من الرجال و النساء..
إذن حينما نقول نجادل "مجتمعيا " في تأثيم المثلية فنحن نتحدث عن مجتمعات بعينها مثل بعض المجتمعات الغربية
/ الإسلامية واتخذنا مصر مثالا و نموذجا لدولة عضو بالأمم المتحدة و قد وقعت على مواثيق تمنع اضطهاد و
تجريم المثليين لكن كما رأينا فإن القانون المصري حمالّ أوجه !
***
كان إسلافنا يعيشون في سياق عام منتظم باعتبارهم مزارعين بالأساس يتعاملون مع دورات الطبيعة الفصلية بدقة
كما يتعرفون على مواعيد فيضان النهر المقدس .. كانوا قد اكتشفوا " الثبات في الكون من وجهة نظرهم "
و " الحركة في الطبيعة و الفصول الأربعة و ايام السنة لكنهم اختاروا " الثبات " في مأكلهم و مشربهم و ملبسهم بل
في تماثيلهم و تصويرهم وعمارات معابدهم و سكناهم ؛ عدا عهد توت عنخ أتون الذي خرج بنفسه و عائلته و "
ودينه " عن السياق العام .. وحينما مات جاء الحكام من بعده ورجعوا إلى السياق القديم ..
نحن نقول في حيثنا اليومي المعتاد " كل ما يعجبك و البس ما يعجب الناس " أي لا تخرج عن السياق المجتمعي
طالما أنت خارج البيت .. أي افعل في بيتك ما تريد لكن لا تعلنه.على الملأ أي مارس ما تريد في " الخفاء " في
حماية البيوت المغلقة لكن احذر من إعلان مال تقوم به لو كان خارج السياق !
رءوف مسعد /