1
المسألة اليهودية
قد استعرت هذا العنوان الجانبي من الكتابات الماركسية الأولى التي حاولت أن تعالج المسألة
اليهودية
وبهذا الجزء تنتهي قرائتي لكتاب صنع لله إبراهيم " يوميات الواحات "
" المسألة اليهودية "!
تطرق الكاتب بالتفصيل في أكثر من موضع إلى "اليهود المصريين الماركسيين " وعلاقتهم
بإسرائيل وباليهودية.
تفصيلاته تنوعت بين "معلومات " معروفة عن تاريخ اليهود المصريين الماركسيين وعن
"عننة " أي معلومات مستقاة من أطراف أساسية وغير أساسية ؛ أي " عن فلان عن علان
" ومعظم العنعنة المذكورة هنا هي "أحاديث آحاد " ومن المعروف أن أحاديث الآحاد لا يقبل
بها الفقهاء لأنها غير مسنودة إلى أكثر من راوية واحد!
حساسية المسألة اليهودية إنها متواصلة حتى الآن منذ بداية الصراع الداخلي في حدتو وبقية
التنظيمات الماركسية المصرية . صراع حول القيادة بين عدد من المصريين – ذكرتهم اليوميات
– وعدد من المؤسسين اليهود المصريين ، تتوج في النهاية بغلبة المصريين وإزاحة اليهود .
في صفحات طويلة في الهوامش من ص 200 حتى 220 وصفحات أخرى متفرقة تحكي
اليوميات عن الصراع المشار إليه وعن لقاء كاتب اليوميات ببعض إطراف الصراع من
المصريين واليهود في السنوات التي اشتد فيها الصراع حتى حُسم. كذا لقاءه مع بعض اليهود
المصريين، في السنوات اللاحقة إثناء زيارات الكاتب إلى فرنسا التي استوطنها اليهود
المصريون الماركسيون.
يهمنا هنا اليهودي المصري الماركسي هنري كورييل باعتباره "شخصية تراجيدية
" وشخصية عالمية أيضا مثيرة للدهشة والتساؤل والانتباه . فهو عاش حياة حافلة مليئة
بالمشاركة في الصراع الكوني ضد الاستعمار وانتهى باغتياله على يد مجموعة يمينية فرنسية.
المدهش أيضا إن مصارعه المصري الذي تغلب عليه في الصراع على القيادة الحزبية وهو
شهدي عطية الشافعي تم قتله – أيضا - إثناء تعذيبه على أيدي ضباط مكتب مكافحة الشيوعية
المصريين في العهد الناصري .
موقف اليوميات من كورييل غير مفهوم بل انه موقف ملتبس. فصاحب اليوميات لم يلتق به.
هو التقى بعدد من الذين ارتبطوا بعلاقات معه .علاقات محبة وطاعة وإعجاب أو
علاقات عداوة وتوجس وتربص وشك.
ومع ذلك يكتب عنه- بالعنعنة – مزيدا شخصية كورييل الغامضة ، التباسا. كأن الكاتب ما زال
يدين بالولاء لقادة حدتو " المتمصرة" من المصريين وخاصة شهدي الذي
كانت تربطه بالكاتب علاقة الأستاذ بتلميذه والذي شاركه الساعات الأخيرة من حياته وقبيل
مقتله في قيد حديدي واحد.
تاريخ اليهود المصريين الماركسيين ، تم تشويهه – كما يقول الكاتب – من جانب السلطات
المصرية بعد هزيمة 1948 " .. وانتهت الحرب بالهزيمة وبضربة لليهود الشيوعيين الذين
اعتبروا في البداية أجانب ثم أصبحوا يُعتبرون الآن طابورا خامسا " ص 208
لكن رفاقهم المصريين اعتبروهم أجانبا أيضا فبعد العدوان الثلاثي على
مصر عام 1956 نجد إن "..في هذه الأثناء كانت تجري عملية توحيد المنظمات
الشيوعية وأبلغت اللجنة المركزية الجديدة المنفيين ( اليهود) بقرار طردهم جماعيا
باعتبارهم أجانب لا يحق لهم التدخل في الشؤون المصرية وتؤكد الفقرة الأخيرة في
الخطاب انه سيتم قبول المساهمات المالية منهم " ص 210
2
لكن كاتب اليوميات يهتم بمتابعة الحالة اليهودية المصرية المنفية في فرنسا .فهو – كما يقول-
زار فرنسا بعد تسع سنوات من مصرع هنري كورييل – أي عام 1986 - ونجح إن يلتقي
ببعض من تبقى من اليهود المصريين وجماعة كورييل :
" سعيت إلى لقاء من تبقى من جماعته " لكن هذه اللقاءات تنوعت بين النوستالجيا
والحنين إلى مصر من جانب الملتقى بهم إلى نقل الكاتب أراء البعض عن " يهودية " كورييل
.
كما يخصص الكاتب الصفحات من 218 إلى 220 ليكتب ببعض الإسهاب عن
"العلاقات الداخلية العاطفية "لأفراد الجماعة الذين بلغ معظمهم سن الكهولة والشيخوخة في
الوقت الذي التقى بهم الكاتب.
هذه معلومات تنطبق عليها مقولة " معلومات غير مفيدة " وليست لها علاقة لا باليوميات، أو
المسألة اليهودية التي أثارها الكاتب . فما الذي يستفيده قارئ اليوميات من معرفة أسماء
السيدات اللاتي تنقلن في علاقاتهن العاطفية أو الجنسية من فراش هذا إلى فراش ذاك؟ أو
تسجيل لمقولة واحد منهم أو واحدة اعتمادا على ذاكرة طعن فيها الخرف ؟!
بالرغم من اليوميات تسجل موقف كورييل الأساسي – كذا موقف التنظيمات الشيوعية
المصرية – من حرب 1948 ومن محاولات كورييل الدائبة إلى إيجاد حل عادل وسلمي
للقضية الفلسطينية ؛ إلا أن الكاتب يقدم لنا انطباعا شخصيا ( بواسطة العنعنة ) عن يهودية
كورييل بحيث يحاول هو إن يعتبرها مطعنا في الرجل بينما أراها أنا موقفا منطقيا له .
فاليهودية ليست قومية عند الرجال أمثال كورييل وماركس وفرو يد واينشتاين وتشو
مسكي، وغيرهم من الذين قدموا الكثير للإنسانية . ولا اعتقد إن يهودية أحد منهم أو
من غيرهم تُعد مطعن في وطنية أو نضال طبقي ما .
نجده يكتب حينما يلتقي قي في باريس بتلميذة وسكرتيرة وصديقة لكورييل هي جويس بلاو
" سألتها في ذلك اللقاء الذي تم عام 1968 : ماذا كان كورييل يعتبر نفسه عند وفاته ؟
توقعت أن تقول ماركسي أو شيوعي عالمي ( أو شيوعي تقليدي كما ألف إن يقول في
الستينات) أو مواطن فرنسي أو مصري ، أو أي شيء. لكنها ردت عليّ بشيء من التحدي:
يهودي " ص 219
وحتى لا ندخل في جدل لا طائل منه على العلاقات المعقدة ليهودية اليهود
المصريين الماركسيين ووطنيتهم ؛ سنلقي نظرة على مذكرات واحد ممن قاموا ب"ثورة "
فقرات · 1952 وعن تأثيره بكورييل . سوف نجد في مذكرات خالد محي الدين
محددة عن لقاءاته المتعددة بهنري كورييل في باريس حينما نفاه ناصر إلى سويسرا ليصبح
: سفيرا لمصر بها هناك عام 1955
".. وهناك حادث آخر هام . تلقيت رسالة من هنري كورييل . لم نكن قد التقينا مطلقا من
قبل بالرغم من أني سمعت عنه . كان كورييل قد تم ترحيله من مصر عام 1950 واستقر
في باريس . لكنه واصل دائما تمسكه بعلاقات وثيقة بالشؤون المصرية . وقد أشار
ثروت عكاشة±في يومياته إلى التعاون الوثيق بينه باعتباره ملحقا عسكريا
وبين كورييل وجماعته . كذلك أكد إن كورييل أمده بمعلومات وفيرة حول
القوات المشاركة في العدوان الثلاثي وعن تسليحها. كان كورييل مهتما بشدة
بموضوع السلام بين إسرائيل والعرب وقد أيد بشكل فعال الثورة الجزائرية . كانت
رسالته لي التي حملتها السيدة ديدار فوزي عبارة عن جملة واحدة " كورييل يرغب إن
يقابلك "
ويواصل محي الدين سرد لقاءه الأول بكورييل وكيف إن كورييل
" تكلم فورا عن واجباتي تجاه الثورة التي شاركت في قيامها وكيف ان مصالح الوطن
والشعب تقتضي أن يكون دوري بجانب ناصر لكي أقدم له النصح والدعم . نصحني
3
كورييل بكتابة رسالة تحية وتأييد إلى ناصر وإنها ستكون مقدمة لرسالة ثانية اطلب فيها
العودة إلى الوطن "
وفي مكان آخر من المذكرات " تلقيت مكالمة أخرى من كورييل وحينما التقينا مرة
أخرى قال
" اعتقد لقد حان الوقت أن تبعث إلى ناصر برسالة تعرب فيها عن رغبتك في العودة
إلى الوطن.. وهكذا مرة أخرى وبهدوئه وطول أناته ومنطقه أقنعني بكتابة الخطاب
- وأكد أن وجودي في الخارج لا يفيد بأي شكل أطروحاتي عن الوطن " صفحات 255
256 و 257
ويرجع محي الدين إلى مصر ويلتقي ناصر ويطلب منه ناصر إن يؤسس صحيفة
المساء ويترأس تحريرها .
هذه شهادة هامة من شخص تعامل وتناقش مباشرة مع كورييل. كذلك شهادة ثروت
عكاشة . وهي شهادات غير مجروحة لأنها ببساطة صادرة من أشخاص كانوا جزء من نظام
ناصر .
يضعنا كاتب اليوميات أمام مسائل هامة لكنه يتحاشى إن يقول قولته فيها: المسألة
الجنسية في السجن ، والمسألة اليهودية المصرية ، ومسألة التعذيب في الحقبة الناصرية ومسألة
الاعتراف.
عكف الكاتب في السجن على كتابة يومياته وخواطره.عكف على تحليله لنفسه وعلى
الاهتمام بأولوياته ( الكتابة ) واحتفظ بهذه اليوميات لنفسه قرابة نصف قرن ، ثم قرر
إن يشركنا فيها مضيفا إليها هوامشه. يحلل ما كتب سابقا ، يحاول إن يضيف ويشرح ويفسر ،
قدم لنا ما اعتبره هو إضافة جديدة وهامة لجزء هام من تاريخ مصر والمصريين اليهود . لنجد
أنفسنا أمام شخص الكاتب ورؤاه وتحليلاته ومواقفه التي لم تتغير إلا لماما خلال نصف قرن!
رءوف مسعد
أول من كتب عن التعذيب ومقتل شهدي كان رفعت السعيد عام 1982 في كتابه "الجريمة..وقائع
التحقيق في مقتل شهدي عطية الشافعي " وقد استند في كتابه على محاضر التحقيق الذي قامت به
النيابة وكان صنع لله واحدا من الذين أورد السعيد شهاداتهم. وقد صدر الكتاب عن "دار شهدي
. للنشر " التي شاركت في تأسيها وقمت بإدارتها من 1982 حتى 1994
5] ظهرت كتابات نوبية بعد ذلك أهمها كتابات الأديب النوبي يحي مختار الذي زاملني في ]
السجن وفي قسم الصحافة ومنها روايات "عروس النيل وجبال الكحل" وغيرها
6] سيجد القارئ المدقق في "بيضة النعامة " في الصفحات من 202 حتى 211 رؤيتي الشخصي ]
للحالة الجنسية في المعتقل
Memories of a REVOLUTION Egypt 1952 the amercing university in ·
Cairo press 1955
4
± ثروت عكاشة واحد من الضباط الأحرار وكان في باريس في ذلك الوقت في منصب الملحق
الثقافي ويعد لرسالة الدكتوراه وعينه ناصر فيما بعد وزيرا للثقافة( رءوف )
عن الالتباسات في كتاب البير آرييه
يهمني هنا توضيح بعض الأمور المتعلقة برأي في كتاب البير آرييه "مذكرات يهودي مصري"
وهو أني انطلق في تقييم الكتاب من وجهة نظر سياسية صرفة لشخص " مشارك "في الحياة
السياسية / الاجتماعية في مصر منذ منتصف الخمسينيات حتى أواخر السبعينيات مع فترة
انقطاع لمدة خمس سنوات أو أكثر قليلا .ز واعني المشاركة هنا بقدر ما أتاحت لي الظروف
التي تشابه بعضها ظروف البير الخاصة التي عاشها كيهودي مصري أي انه وجد نفسه
داخل الأقلية الاثنية المهمشة في مصر وأنا بالطبع وجدت نفسي في الأقلية الدينية المسيحية
المهمشة أيضا في مصر وان عانى اليهود المصريين تطهيرا عرقيا ودينيا شديد القسوة في العهد
الناصري و ما تلاه من عهد السادات كما أنهم كانوا ضحية أيضا للتميز العنصري للحركات
الصهيوينة التي تكونت لدفع اليهود في البلاد العربية للهجرة إلى إسرائيل التي كانت ما تزال لم
تولد بعد فهم عانوا الهجرة من الأنظمة الشمولية العربية الحاكمة كما عانوا من يهود صهاينة
كانوا يعيشون في ذات البلاد للكنهم رفضوا الانتماء إليها و أعلنوا عن بقائهم فيها .
ثانيا أني شاركت في الحركة الماركسية المصرية منذ عام ( أي كنت عضوا عاملا في تنظيم
طليعة العمال من عام ثم تنظيم العمال و الفلاحين من 1955 حتى القاء القبض علي عام 1960
وقضاء أربعين شهرا في سجون مصر وتقديمي مع آخرين إلى محاكمة عسكرية حتى حل
الحزب في عام 1964 وبقيت داخل تنظيم حدتو الذي انضممت إليه في سجن الواحات وقمت
بدفاع سياسي في المحكمة العسكرية وبقيت عضوا حتى"حل الحزب " قبيل الإفراج عنا من
الواحات في ابريل 1964 ثم انضممت مرة أخرى إلى " الحزب " خارج مصر وأنا في العراق
عام 1975 حتى استقالتي منه في عام 1980 .. في لبنان..
***
سأشدد النقد – هنا - دوما حول التحرير في الكتاب الذي اعتبره ناقصا بشكل معيب و مخل
خاصة أن اسم المحررة الأستاذة منى عبد العظيم أنيس موجود في الصفحات الأولى من الكتاب
,,
ومن أهم عيوب التحرير عدم "فرش " معلومات عن اليهود المصريين بداية من أسطورة
الخروج التوراتية على يد "النبي موسى " وهي مذكورة أيضا في الكتاب المقدس عند
المسيحيين كما في القرآن عند المسلمين و أسطورة يوسف و السنوات العجاف في مصر و
امرأة " العزيز " أو موقف اليهود المصريين ( أن جاز التعبير ) ايام الغزو الفارسي لمصر و
مساندتهم الغزاة ضد المصريين ( كما يقال ) وكما كتبت الروائية منى ألشيمي في روايتها
"وطن في الجيب الخلفي " علما أن هناك عدة دراسات عن اليهود المصريين كتبها باحثون
ومؤرخون مصرين أيضا مثل رفعت السعيد و محمد ابو الغار وغيرها مثل موسوعة عبد الوهاب
المسيري ..
كذلك يوجد في الكتاب طوفان من اسماء منها الماركسي ومنها النوبي و المصري ومنها
الأجنبي لم يقدم الكتاب معلومات عنهم رغم أن معظمهم لعبوا أدوارا هامة في الحركة الشيوعية
المصرية إيجابا و سلبا ..لكنا لا نحمل صاحب الذكريات هذا الخطأ قدر ما نحمله للمحررة منى
أنيس
لنصل هنا إلى مربط الفرس كما يقولون حول رؤية الكاتب لنفسه و ذاته و حول موافقته على أن
يكون العنوان " مذكرات يهودي مصري " .
يقدم البير في الكتاب معلومة انه أعلن إسلامه كي يتزوج السيدة زوجته ويضعنا هنا أمام
إشكالية / التباس العلاقة بين اليهودية كدين واليهودية كهوية وهي علاقة يشعر بها دوما أفراد
الأقليات العرقية و الدينية في مجتمع تكون أغلبيته مختلفة و مغايرة للأقلية .. فدولة إسرائيل مثال
5
حي على هذا الالتباس فهي تعتبر مواطنيها " اليهود " شعبا أي أن اليهودية هنا اثنيه و ليست
دينا فحسب لكنه دين بامتياز منذ أن افترقوا عن بقية الأديان في زمن تأسيسهم الشعبي و الديني
باعتبارهم دينا متميزا وشعبا متميزا أيضا كما ينص التوراة صراحة على هذا وحينما جاء السيد
المسيح إلى العالم فهو جاء كيهودي و تنص الأناجيل الأربعة انه يهودي أبا عن جد بل وعن
انتمائه إلى بيت و نسل النبي داوود" هذا نسب يسوع المسيح ابن داوود ابن إبراهيم ؛ إبراهيم ولد
اسحق واسحق ولد يعقوب " ويتتبع الإنجيل نسب يسوع المسيح حتى يصل إلى " يعقوب ولد
يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي يُدعى المسيح" ويتضح الإنجيل العلاقة بقوله "
فمجموع الأجيال من إبراهيم إلى داوود اربعة عشر جيلا ومن داوود إلى سبي بابل اربعة عشر
جيلا ومن سبي بابل إلى المسيح اربعة عشر جيلا" ( البشارة كما دونها متى = الإصحاح الأول
بعنوان نسب يسوع )
فهل يعتبر المسيحي المصري أن هويته مسيحية بقوله " مسيحي مصري " ؟ ام مجرد مصري؟
لكن إذا كانت الدولة المصرية تصر على ربط الهوية بالدين كما في بطاقة الرقم القومي المصري
الحالية و التي ابتعها الحكم النصري بسم "البطاقة الشخصية " وتم وضع خانة الدين بها (!)
ولم تكن الهوية المصرية قبل الحكم الناصري موضع تساؤلوكان المصريون يتحركون بدون
"هويات " إلا جواز السفر وكان على المواطن قبل ناصر أن يأتي بشهادة مكتوبة من اثنين من
موظفي الحكومة و مختومة بالخاتم الرسمي للدولة بانه فلان الفلاني و انه مصري وان تعذر
حصوله على اثنين من الموظفين كان عمدة بلده أو شيخ حارة في المدينة يضمنه!
. لكني حينما دونت "فقرات " من حياتي لم اكتب مسيحي مصري بل قدمت العنوان من جهة
صوفية إسلامية وهو " البحر لما ينعس " ليس إيثارا للسلامة كما يظن البعض لكن إيمانا مني
بهوياتي " الاعتيادية " المتنوعة المأخوذة من عدة أديان منها الإسلام أيضا .. وحينما كتبت
بيضة النعامة افتتحتها بآية من الإنجيل لأني في بيضة النعامة كنت أتكلم عن القسيس
البروتستنتي و الديانة وعن المسيحيين المصريين أساسا .. البير هنا يزيد الالتباسات ابتداء من
العنوان "مذكرات يهودي مصري " بدلا من "مذكرات شيوعي يهودي مصري" إي انه هنا في
العنوان يصر على " يهوديته" أكثر من شيوعيته .. وبالفعل توجد أجزاء و صفحات كثيرة في
الكتاب مكرسة " ليهودية البير عبر عائلته " ومنها أن الده كان يغلق محل تجارته يوم السبت
مثلا!!
المقاومة الوطنية في مصرو العلاقة بالحركة الشيوعية المصرية و العالمية
تاريخ تراجيدي
أن تاريخ المقاومة الوطنية منذ أن طعن سليمان الحلبي كليبر الضابط الفرنسي الغازي وقتل
( إذا اعتبرنا موقف الحلبي وطنيا و ليس دينيا اسلاميا خاصة أن الحلبي تحرك بتحريض من
استاذه و شيخه بجامعة الأزهر كما ذكر هو و الجبرتي ) ومنذ أن شنق الانجليز فلاحي
دنشواي ومنذ أن تسلم محمد علي الحكم من مشايخ البلد والأزهر وقتل عمر مكرم زعيمهم
فالمقاومة الوطنية المصرية اتخذت سمة تراجيدية حتى يومنا هذا..إي في هصر السيسي عام
2023
من المآخذ على معظم الدراسات و المذكرات التي لها علاقة بالحركة الوطنية و الحركات
الماركسية و النقابية في مصر و في العالم العربي عدم الاهتمام بتحليل أسباب الفشل التراجيدي
لكل هذا التاريخ الدموي الحافل بالتضحيات البشرية الكثيرة مما يعطي هذا التاريخ صفات
ملتبسة ويحمّله الفشل المتواصل التراجيدي وهو أن كان بالفعل ساهم في هذا لكن بالتأكيد هناك
عوامل أخرى ساهمت في هذا الفشل والانكسار <<
6
وسنعرف من التاريخ وما تسرب عن اللقاءات السرية التي قام بها جمال عبد النلصر مؤسس
تنظيم الضباط الأحرار بمنظمة حدتو وكان اسمه الحركي "موريس " وان من دبر القاء هو خالد
محي الدين من الضباط الأحرار وكيف أن حدتو ساهمت في حركة الضباط وتمردهم بطبع
منشوراتهم في مطابع حدتو السرية ..هنا نتسائل لماذا أيدت حدتو الضباط الأحرار وواصلت
تأيدها لهم حتى بعد انقلاب ناصر عليهم ؟
************
كتاب البير
ويحكي البير آريه هنا عن طفولته في الباب الأول بعنوان الجذور و النشأة في الفصل الأول
بعنوان " الطفولة المبكرة " والباب الأول من ص 15 بعد المقدمة حتى ص 76 الذي يعنونه
للجزء الثاني " صرت شيوعيا "
في الباب الأول ويقول البير أن أمه من اليهود السفا رديم ووالده من اليهود الاشكناز .. وهذه أول
ملاحظة على المحررة منى أنيس التي لم توضح للقارئ معنى اصطلاح اشكيناز وسفا رديم
فالسفا رديم هم اليهود الذي تم طردهم من اسبانيا بعد تحررها من الكولونيالية العربية و
الاستيطان العربي الإسلامي وتفسر وكيبيديا الاشكناز و السفا رديم بما يلي "ليهود
الاشكناز هم اليهود الذين ترجع أصولهم إلى أوربا الغربية المانيا وفرنسا تحديداً . أما اليهود السفا
رديم فينحدرون من اليهود الذين أخرجوا من إسبانيا والبرتغال في القرنين الخامس عشر
والسادس عشر، ثم استقر بهم المقام في منطقة حوض البحر المتوسط والبلقان وبعض المناطق
الأخرى."
ويحدد الكاتب تاريخ مولد أخته و مكان مولدها في رقم كذا بشارع الفلكي وإنها اكبر منه بسبعة
سنوات وان والديه لم ينجبا بعده ثم تفصيلات أخرى كثيرة لا داع لها عن علاقة الأسرة بالجدة
وبالأخوال ومن هاجر منهم إلى آماكن مختلفة ويحدد مولده بأنه في الساعة الخامسة من يوم كذا
في منطقة كذا وانه مسجل في مكتب السجل المدني بعابدين وان اسم الأب جاك آريه تاجر
مصري الجنسية إسرائيلي الديانة و اسم الأم ماتيلد آريه إسرائيلية الديانة و يوضح بأنه "كان من
المتعارف عليه إن يكتب في خانة الديانة بالنسبة إلى اليهود في مصر "الديانة الإسرائيلية "ص
"20
وهنا نواجه التباسا لم يتم تفسيره لا من المؤلف ولا من المحررة إذ إن سنة ميلاده كانت 1930
وهي سنة سبقت تأسيس دولة إسرائيل بسنوات طوال فلماذا تسجل الأوراق الرسمية للدولة
المصرية اصطلاح إسرائيلي الديانة قبل ظهور دولة إسرائيل؟ ( فهل كانت الدولة العثمانية قبل
ذلك تعتبر "الإسرائيلية " ديانة وليست جنسية ؟ ) سؤال لم يجب عليه البير و لا المحررة !
يقول إن والده كان يحمل الجنسية العثمانية وحصل على الجنسية المصرية بعد الاستقلال
الشكلي سنة 1933 ويعلن المؤلف إن والده اختار الجنسية المصرية كما اختارها هو
ملاحظات
عن مرور الكرام من المراجعة و المحررة منى أنيس على اسم وماهية كوريل و كذا زكي مراد
واحمد الرفاعي ويوسف شاهين و عمر الشريف وفؤاد مرسي "الرقيق خالد " وصلاح القلش و
ليس كمال القلش الذي قضى سنوات حبسة طويلة في الواحات مع البير
عن تجاهل سبب الانضمام إلى الشيوعية في سن مبكرة خمستاشر وعن اهتمام اليهود المصريين
بالشيوعية في مصر ( راجع المسألة اليهودية عند صنع لله في كتابه ذكريات الواحات )
ويكتب البير عن رحلتين لفلسطين كما يطلق على دولة إسرائيل هذا الاسم في كتابه في الفصل
الثالث بعنوان رحلات خارج مصر وعن عنوان صغير جانبي " رجلة فلسطين الأولى " يكتب
إنها تمت في يونيو 1944 يقول "قررنا أنا ووالدتي وأختي السفر إلى فلسطين التي كانت وقتها
تحت الانتداب البريطاني " ويصف الرحلة بالطائرة إلى مطاراللد بالقدس عن طريق مكتب
سياحة ..الخ ويقول "كنا نسمع عن عمليات الاستتطيان والحركة الصهيونية وعن الصراعات
7
الموجودة بين اليهود والعرب و الانجلييزالمحتلين للبلاد وعن العمل الزراعي المتطور الذي
كان يقوم به اليهود في الكيبنزات وعلى الرغم من الإرهاب المنتشر لم نشعر في القدس بالغداء
بين اليهود والعرب"
يقول
أصابني الارتباك فكيف للحركة الصهيوينة أن تتحدث عن الاشتراكية " وهو يعني هنا بما كان
يقال عن بناء الاشتراكية عبر تأسيس دولة صهيونية في اسرتئيل وان لم يقل هذا بوضوح
واستمرت الرحلة شهرا تجولت فيها الأسرة في القدس ويقول"زرنا الوكالة اليهودية " ( إي تلك
التي تشجع وتنظم هجرة يهود العالم إلى إسرائيل-رءوف) وقابلن احد زعماء الصهيونية ويدعى
اليزار كابلان "
لم يقل البير سبب الزيارة لكنه في نفس الفصل يكتب عنوانا " فلسطين مرة أخرى " ويقول إنها
زارها مرة أخرى بعد أن أصبح شيوعيا يقول في تلك الفترة إي مشاركة الحزب الشيوعي
الفرنسي في الحكم مع ديجول كان البير يبحث عن عمن يقوم بتجنيده إلى التنظيمات الشيوعية
لمصرية ثم يلتقي بالصدفة بشخص اسمه هانز بيتاكسفيلد وهو كان يريد ضم أخت البير
للشيوعية ويقول انه من أصل نمساوي واكبر سنا من أختي ومن الشيوعيين القدامى .
وهكذا اقترح هانو على البير القيام بجولة لزيارات المستوطمات الكيبوتزات مرة أخرى ويسمي
البير هذه الفكرة بأنها "مجنونة " لان فكرة هانز كانت " التعرف على ما يفعلونه في الكيبوتزات
"كما كان هدف الرحلة كما قال هانز هو انتزاع شخصا ما اسماه ذهب إلى فلسطين واستقر في
كيبوتز " وكان زميل البير في الرحلة طالب صديق له اسمه روجيه ..
بالفعل سافرا بعد إقناع نادي المكابي بالرحلة " ولم افهم لماذا ربط البير الرحلة بالنادي الذي كان
يشجع يهود نصر على السفر لفلسطين ؟ لعله المساعدة في النفقات أو الفيزا؟ لكن البير لم يفصح
بهذا .
يكتب البير " تجربة سفري إلى فلسطين هذه المرة كانت فريدة من نوعها " وركبوا القطار من
محطة مصر إلى القدس ويقول رحلة استغرقت اثنتي عشر ساعة.
ينتقد هنا الكيبوتز وطريقة الحياة فيه ويعتبره مجتمعا زراعيا عسكريا تدار بفكر تعاوني حسب
قوله.ز ويقول "لم اعتم بالجانب الزراعي في الكيبوتز لان اهتمامي كانا سياسيا ووجدت ما كنت
أكافح ضده موجودا على ارض الواقع. لكنه لم يحدد ما كان يكافح ضده .ز لكنه في فقرة لاحقة
يقول " عرفت وفهمت أثناء الرحلة ما هو الفكر الصهيوني وحتى لو كنت غير مؤمن به فمن
المستحيل بان اقتنع بخطئه دون رؤيته على ارض الواقع " ويقول "أن إسرائيل عبارة عن
كيان مغتصب للأرض يقوم بفرض الأمر الواقع بنظام عسكري "
لكنه لم شرح في الكتاب الفلسفة الصهيوينة التي شابها الكثير من الغموض على ارض الواقع
أيضا . أقام البير ورفيقه أسبوعين في الكيبوتز.
وخلى رحلة العودة وتواجده في القدس التقى بوالده الذي كان يزور صديقه هناك بعد إجراء
جراحة له وهو صاحب محلات شملا التجارية الضخمة في مصر .
يلخص البير فائدة زيارته الثانية و الأخيرة لفلسطين " أفادتني هذه الرحلة في أن لكون ضد
الحركة الصهيوينة على اساس متين فانا مقتنع بشعار ياعمال العال اتحدوا الذي لا يقوم على
اساس العصبية القومية "
ويعتبر البير أن التجربة كلها "مغامرة وضربا من الجنون حسب قوله .
صرت شيوعيا
في الجزء الثاني 67 تحت عنوان " صرت شيوعيا " و عنوان فرعي صغير " البدايات " يحكي
البير أريه على البدايات الأولى على تجنديه للشيوعية في العام 1946 وهو العام قبل النهائي في
مدرسة الليسيه ويتحدث عن يوم واحد وعشرين فبراير سنة ستة وأربعين وهو يوم مظاهرات
ضد إسماعيل صدقي و مجزرة فتح كوبري عباس بالجيزة على وظاهرة طلابية و محاصرتهم
بالشرطة ..
8
كما يخصص البير فصل بعنوان التشهير الأخلاقي بالشيوعيين ثم فصلا يعتوان مكافحة
الشيوعية في مصر ويسجل "أول ضربة نوعية من البوليس ضد الشيوعيين في 11 يوليه 46
واعتقلوا بتوجيه صدقي حوالي مائة من الشيوعيين وكانت هذه أول مرة يدخل فيها الشيوعيون
المصريون السجن و دخل هنري كوريل السجن وكان الكاتب في السنة النهائية للبكالوريا
وعضوا في خلية من خلايا تنظيم "الشرارة "
ويسجل أيضا بعنوان صغير جانبي هو "مكافحة الصهيوينة " يقول في ابريل 1947 " سمعنا
أن جمعية لمكافحة الصهيونية سوف تتكون وتم الإعلان عن اسمها "الرابطة الإسرائيلية
لمكافحة الصهيونية " ويفسر الموقف بقوله " في ذلك الوقت لم يكن هناك شيء اسمه
اليهودية حتى الطائفة اليهودية كان اسمها الطائفة الإسرائيلية " وتم تكليف البير مع اخرين
بتوزيع منشورات مكافحة الصهيوينة لكن الحكومة المصرية منعت نشاط الرابطة وكانت تلك
حكومة النقراشي وهكذا بالطبع موقف غريب من حكومة تدعي إنها تكافح الصهيوينة !
وينتهي هذا الفصل بفصل جديد عنوانه أصبحت طالبا في الجامعة
نأتي إلى الجزء الثالث وهو بعنوان بعد احدى عشر عاما في السجون المصرية وهو يبدأ
بالفصل الثامن وعنوانه السجن الحربي و التحقيقات ثم التاسع المحاكمة و الأحكام وسجن مصر
و ليمان طره
والعاشر سجن الواحات
و الحادي عشر وحدة التنظيمات و مجموعة روما والحملة الكبرى .
****
هي في الفصل الخامس ، يواصل البير وصف حياته الدراسية. ووصف حياته في البيت.
وبقول كانت كلية الآداب غير الكلية الوحيدة التي أستطيع أن ألتحق بها في جامعة فؤاد الأول اللي
هي القاهرة ألان داخل في التفاصيل. اليهودية في حياة طالب. مصري، يهودي، يهودي مصري
دخل الآداب قسم اللغة الفرنسية. وتم قبوله فورا ودفع المصاريف كانت مبلغ بسيط. يقول " لشيء
اللي ضايقني. وأنا أهتم بإجراءات للتحقق مثل آداب كانت طريقة غير الآدمية التي تم بها إجراء
الكشف الطبي" لكنه لم يقول لنا شيئا لماذا غير أدمية . وكمان بيتكلم على الدراسة. في الكلية
الآداب والمواعيد. وبقولك.انه ماكانش مبسوط بالدراسة؟ وبدأ في الانتظام حتى ظهر وباء
الكوليرا في مصر يعني هو في تفاصيل كده مش مهمة وبعدين نتكلم على من قدمه إلى الحركة
. الشيوعية سنة 44
يقول البير عندما جع من فرنسا خريف 47 بلغني( يقصد مسؤول الخلية ) خبر أدهشني كثيرا
حيث قال أنني أصبحت عضوا. في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني حددتو . وسبب دهشتي؟
حسب كلام البير أصبحت عضوا بعد ما عوقبت بالتحقيق باعتباري مرشحا فوضويا( المرشح
همت يعني ينتظر قبوله عضوا بالحركة الشيوعية –رءوف ) . ولعل السبب الحقيقي وراء
ضمي هو أنه. في لحظات الاندماج. كان كل تنظيم يسعى لإثبات تفوقها على الآخر.وبعدين بيتكلم
آه دخل في التنظيم وأقسام إيه ومش أقسام إيه وأقسام موظفين وأقسام عمال. ويقول .كان تواجد
الحركة في محافظات قبلي وبحري. وبيتكلم عن التنظيم وكلام عن ورشة داخلية وبعدين كنا
مطالبين بدفع اشتراكات .
لكن التنظيم وده مسألة مهمة جدا هنا بقول البير. ليس له برنامج ولا خط سياسي. انتظمت في
الأجنة الدعائية. ووضعوني في قسم التثقيف. فكان من المفروض أن أقرأ كتبا وألخصها في
صورة أبحاث نقدمها. نبقى أكون مقتنعا بما أفعله. ولكني كنت أفعله من باب الانضباط الطبيعي
التنظيمي...
وبعدين تكلم عن وباء الكوليرا ومكافحته. . و يصف اليهود في مصر بقوله وكان اليهود من
الطبقات المتوسطة يتواجدون في أحياء وسط البلد. في السكاكيني والظاهر. بس مثل باقي
الأقليات الأخرى. كان مستواهم جيدا فيما يتعلق بالنظافة. ولم يكن ذلك هو حي أقرانهم في حارة
اليهود. ويتحدث عن الفقر هناك و بيقول لك لم أدخل حارة اليهود مرة أخرى بعد عام 47 . وهي
9
أصبحت الآن منطقة مخازن. بيقول فوجئنا عندما ذهب إلى حارة اليهود بمستوى الفقر.
وبالقذارة المنتشرة في المكان. ووجدنا يهودا من الطبقة الشعبية لا يعرفون أي لغة أجنبية.
وفوجئنا به. أمي لم تكن راضية عما فعل. كانت تطلق عليهم جملة طبقية: يهود البلد. وبيقول لك
أمي إللي بتاخد الاستخفاف باليهود الفقراء . وبعدين تكلم على أصدقائه و صديقاته في كلية
الآداب. و كلام عادي خالص بس دراسة في الجامعة أيامها كان يستقل أتوبيس من شركة اسمها
مقار محطة باب اللوق .
شخصيا أنا شعرت هنا بالثرثرة
مشكلة في هذا الفصل. يقول ما زلت متلزم في قسم الأجانب. وكان كل من يتحدث لغات(
يقصد لغات غير عربية ) . ويعيش في وسط القاهرة. يتم بضمه إلينا في القسم. بيتكلم.يقول
فوجئت اني ترقيت إلى مكتب الدعاية المركزي في نفس اللجنة. وكانت به أقسام كثيرة.
ويشرف على كل الدعاية. يقوم بإصدار كتب والنشرات الخارجية. ويوجد قسم أيضا المدرسين و
لحاملي دراسات أجنبية. القادمين من أوروبا. وكنا نخترع أبحاث ويقوم بتحضيرها. كان الوقت
قليلا نسبيا بالنسبة إلى العمل المطالبين .
عنوان جانبي تقسيم فلسطين والانقسام
يكتب أهم حدث في سنة 47 أي قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين. الصادر في 29 نوفمبر من
ذلك العام. كان لذلك القرار أكبر الأثر عن الحركة السياسية في مصر. وعلى اليهود بشكل
خاص. وبين وقتها أخذ الإخوان المسلمون. في تصعيد الدعاية المعادية لليهود، رفعوا شعارات
معادية مثل اليهود كلاب العرب. ولا أعتقد إن اهتمام ألبير بالكتابة بشوية تفاصيل يعني في
الكتابة هنا مهمة جدا. إللي هي العلاقة بين التنظيمين. الكبيرين إللي بيشتغلو بالسياسة.. ويواصل
ألبير كلام وبقولك استخدموا تلك الدعاية لضرب الحركة الوطنية. في نفس الوقت يقول البر كان
الشعار هو في دولة ثنائية القومية إحنا بنتكلم لدوقي على 47 . وعلى دولة ثنائية القومية
الشيوعيين المصريين إللي جزء منهم يهود مصريين. كانو بيطالبو بدولة ثنائية القومية. وإنهاء
الحماية البريطانية. والكلام على فلسطين. وكانوا يرفعون شعار ألجلاء عن مصر والجلاء عن
فلسطين والكفاح ضد الاستعمار في هذا الوقت كان وفقا لشهدي عطية ( كما يقول البير)
أن الاتحاد السوفيتي أيد التقسيم. وكان الخطبة الشهيرة لجروميكو إللي هو كان وقتها وزير
خارجية الإتحاد السوفيتي. قال فيها أن قرار التقسيم. يعتبر أحسن الحلول السيئة. كان أما في
الحركة الديمقراطية فقد صدر قرار مشهور بالتأييد. كما نشر في جريدة الجماهير. ونشر القرار،
المعنون لماذا نؤيد التقسيم. موجود في أحد كتب رفعت السعيد عن طريق الحركة الشيوعية وقد
تمت الموافقة على القرار داخل المكتب السياسي لحركة حدتو بالإجماع. طيب.
****
في الفصول التي تلت ذلك يتحدث أريه عن الانقسامات داخل التنظيمات الشيوعية المصرية
بالتفصيل وكيف هاجم الرفاق بيته للبحث عن المطبعة الحزبية و استولوا على أوراقه وكانوا
يتعاملون معه بغلظة هذه فقرات طوال متكررة حول الانقسامات التي كانت تتمحور في
رؤيتين سياستين حول مهام الحركة الشيوعية المصرية . الأولى تبناها كورييل و جماعته إلا
وهي ضرورة استكمال الاستقلال الوطني أولا ثم البدء في تأسيس حركة عمالية اشتراكية
والثانية كانت تطالب لتأسيس الحركة الشيوعية فورا لتحقيق الشيوعية .
****
فصل. بعنوان. السجن الحربي والتحقيقات الفصل الثامن.
، تكلم آه ألبير هنا عن آه طريقة اعتقال الشيوعيين في مصر. بيقول لك آه بداية عمليات
الاعتقالات كان الشيوعيون يودعون في السجن مصر وسجن الإسكندرية. أما نحن فقد كنا أول
قضية يتم حبسها في السجن الحربي. وهو مكان إستاد القاهرة الآن. . وتكلم بالتفصيل على
التفتيش و طقوس دخول السجن وعن الضباط ويقول كانت المعاملة جافة جدا مش بيوصف في
السجن الحربي و برضه الصفحة إللي بعديها آه هو قاعد منتظر يصف الزنزانة لأنها عبارة عن
10
2 م. كان فيه سرير كان ليأخذ جزء من حوائط الزنزانة كانت / تلاته امتار في حوالي متر و 1
مكتوب عليها باللغة العربية وبدأ إنجليزية. وبعدين بتكلم على الحبس الانفرادي وهو أداة بتعذيب
وفقا لمفهومه . فلا يوجد ما يفعله المرء. غير النوم والاستماع إلى الأصوات الآتية من خارج
يقول حياتي قبل السجن كانت مرفهة. فلم أكن قد استخدمت قط مرحاضا عربيا بمقصد يعني
بلديا. كان بالسجن ثلاث عيون( أي ثلاثة مراحيض) فقط استخدمها ثلاثون شخصا وعدد
العساكر كان كبيرا. وفي الحمام كان توجد أدشاش باردة. وبسبب جودة الجو. لما أكل أستطيع
الاستحمام البارد. ندخل في التفاصيل دي يعني. وبعدين حاول جيد يعملو تحقيق معاه وشتموه.
ويقول كنت قد قرأت كتابا بالفرنسية فتت كثيرا لعدوانه. بالتعس الدفاع يتهم. وهو يحكي عن
خبرات الثوريين في حالة القبض عليهم والمحاكمة. وكانت التهم من نوعية العمل على إسقاط
الثورة وأخرى مشابهة. كيف أنهم في السجن يقول تركو الكلابشات في إيديا. فكان هذا
والتعذيب فعلا فلم أستطع حتى الصباح ولا أستطيع أن أقوم بأي شيء حتى قضاء حاجتي انه
يحكي هو على وأول مرة يمر عليه شاب أسمر يرتدي ملا بس انيقة جدا وبلوفر أصفر عرفه
فورا إنه زكي مراد بالأسود أو مجاوبة. وعندما قرأت مذكرات محمود توفيق وبت يقود هذا
الشاويش اسمعو كويس. وكان لا بين. بني سويف بلدياته و. يوسف صديق طبعا هو بيقول شهيد
ويوسف صديق كان ظابط في مجموعة. آه، 23 يوليو. ما هو الذي أنقذ؟ كل الانقلاب كله يعني
إنه كان عبد الناصر؟ آه هل تقول خبر قبض عليه بالصدفة في ليلة 23 يوليو وبالصدفة كان
صديق خارج مع مجموعة عساكر؟ إيه تنفيذ ال آه الأمر مطلوب منه فتم إنقاذ عبد الناصر.
طيب. وبعدين محمود توفيق هذا هو ده شيب يوسف صديق تزوجه ابنة يوسف صديق. وهو الذي
كتب النعي الخاص. بعد قتل شهدي. عطية الشافعي في جريدة الأهرام يعني محمودا توفيق هذا.
هو سجل بيت الشعر أو أبيات الشعر في صفحة الوفيات المتعلقة بقتل شهدي عطية الشافعي
" فتى البات بينا ضرب والطعن تقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ"
. في عنوان جانبي بيقول اعترافات الزملاء.
فوجئت في أحد الأيام إللي هو طلبوني للتحقيق وسألوني هل أنا عارف فؤاد مدير واسمه
الحركي خيال أو خيال.؟ و التفاصيل عن التحقيق. وكنت أعمل مع القيادات، فكيف نقعد مع
عضو لجنة مركزية أن يعترف على رجل عادي في التنظيم؟ أعترف على بعض الرفاق
اعترافاته قادتهم إلى المحكمة. وحكم عليهم على.. كان فؤاد بدير هو الذي أقنع أعضاء
الإسكندرية بالاعتراف. كلمات البير تقول أن الاعتراف سقطة كبيرة منه كمسؤول. يقال إن
الضغط عليه بصورة كبيرة. وقامو بعمل تمثيلية عليه. بلغ سوف يعدم فانهار فورا ولم يتحمل
عرفت بعد ذلك إنه اعترف علي آخرين فقد تم الإفراج عنه. معانا وبعض أكثر من 20 سنة.
أصبح أكبر مؤسسا في حزب التجمع فلم تكن تمر مناسبة إلا وانا بتذكيرهم ما فعل. وقد فعل كلبا
في وسعه لكي ينسى الآخرون فعلته. وتحمل الإهانات. وظل حتى وفاته في العام الماضي. يشعر
. طيب. في إلا في ال الصفحات دية. فهذه الصفحات. آه البير يتحدث عن التحقيقات وعن 􀍿 با
المحققين وعن القلع النيابة. ودا خدت جزء كبير بين ال الصفحات. ففي كل ذلك في السجن
الحربي. و وعلم بعلقش في السجن الحربي. آه وبعدين تقدر تغير الوضع؟ شوية أحسن وبعدين
بقول لك من قراءة الصحف عرفنا إن هناك خلافات بين عبد الناصروضباط اخرين حول
السماح لنا بقراءة الصحف و التريض ..
لكن البير لم يقل لنا موقف ناصر هل كان في صالح السجناء ام ضدهم ؟
ثم يدخل البير القراء في قضية سياسية وتنظيمية داخل حدتو لكن بدون أن يشرحها بوضوح
تسببت في تكتل و انقسام داخل حدتو ..